المؤمنين وهو مكان الكافرين ٣٨ - ويحذركم الله نفسه والله رؤوف له بالعباد أي يحذركم أياه ٣٩ - وقوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله والمحبة في كلام العرب على ضروب منها الحبة في الذات والمحبة من الله لعباده المغفرة والرحمة والثناء عليها والمحبة من عباده له القصد لطاعته والرضا لشرائعه ٤٠ - وقوله تعالى قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فان الله لا يحب الكافرين المعنى لا يحبهم ثم أعاد الذكر وكذلك فان الله ولم يقل فانه والعرب إذا عظمت الشئ أعادت ذكره وانشد سيبويه
* لا أرى الموت يسبق الموت شئ *
نغص الموت ذا الغنى والفقيرا * ٤١ - وقوله عز وجل ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين قال أهل التفسير المعنى على عالم أهل زمانهم ومعنى اصطفى اختار وهذا تمثيل لأن الشئ الصافي هو النقي من الكدر فصفوة الله عز وجل هم الانقياء ذلك من الدنس ذوو الخير والفضل ٤٢ - وقوله عز وجل إذ قالت امرأة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا روى حفيص عن مجاهد وعكرمة ات المحرر الخالص لله
عز وجل لا يشوبه شئ من امر الدنيا وهذا معروف في اللغة ان يقال لكل ما خلص حر ومحرر بمعناه قال ذو الرمة * والقرط في حرة الذفرى معلقة * تباعد الحبل منه فهو يضطرب * ٤٣ - وقوله عز وجل فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى قال ابن عباس انما قالت هذا لأنه لم يكن يقبل في النذر الا الذكور فقبل الله مريم
٤٤ - ثم قال تعالى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر
كالانثى في الكلام تقديم وتأخير والمعنى قالت ربي اني وضعتها انثى ولبس الذكر كالانثى فقال الله عز وجل والله اعلم بما وضعت وقرأ أبو الرجاء وابراهيم النخعي وعاصم والله اعلم بما وضعت فعلى هذه القراءة ليس في الكلام تقديم ولا تأخير ٤٥ - وقوله تعالى وكفلها زكريا قال قتادة كانت مريم بنت عمران امامهم وسيدهم


الصفحة التالية
Icon