ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾
إنه أمر من الله لرسوله ﷺ وهو المبلغ عن الله، أن يحمل للكافرين خبراً فيه إنذار. من هم هؤلاء الكفار ؟ هل هم كفار قريش ؟ الأمر جائز. هل هم اليهود ؟ الأم جائز. فالبلاغ يشمل كل كافر.
والنص القرآني حينما يأتي فهو يأتي على غير عادة الناس في الخطاب، ولأضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى وسبحانه منزه عن التشبيه أو المثل ـ أنت تقول لابنك : اذهب إلى عمك، وقل له : إن أبي سيحضر لزيارتك غدا. فماذا يكون كلام الابن للعم ؟ إن الابن يذهب للعم ويقول له : إن أبي سيزورك غدا. لكن الآمر وهو الأب يقول : قل لعمك إن أبي سيزورك غدا. فإذا كان الابن دقيق الأمانة فهو يقول :
ـ قال أبي : ـ قل لعمك إن أبي سيزورك غدا. وعندما يقول الحق سبحانه ﴿ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾.
فهذا معناه قمة الأمانة من الرسول المبلغ عن الله، فنَقَل للكافرين النص الذي أمره الله بتبليغه للكافرين. وإلا كان يكفي الرسول ﷺ أن يذهب للكافرين ويقول لهم : ستُغلبون وتُحشرون. لكن من يدريهم أن هذا الكلام ليس من عند محمد وهو بشر ؟ لذلك يبلغهم الرسول ﷺ أن الله أبلغه أن يبلغهم بقوله :﴿ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾.
إن الرسول لم يبلغهم بمقول القول : لا، إنما أبلغهم نص البلاغ الذي أبلغه به الله. وساعة يأمر الحق في قرآنه رسوله ﷺ أن يبلغ أمرا للكافرين فإن الرسول ﷺ مُخاطب، والكفار مُخاطبون، فعندما يواجههم فإنه يقول لهم : ستُغلبون.. وفي آية أخرى يقول الحق :


الصفحة التالية
Icon