قلنا : نحمل الرؤية على الظن والحسبان، وذلك لأن من اشتد خوفه قد يظن في الجمع القليل أنهم في غاية الكثرة، وإما أن نقول إن الله تعالى أنزل الملائكة حتى صار عسكر المسلمين كثيرين والجواب الأول أقرب، لأن الكلام مقتصر على الفئتين ولم يدخل فيهما قصة الملائكة. والوجه الرابع : في بيان كون هذه القصة آية، قال الحسن : إن الله تعالى أمد رسوله ﷺ في تلك الغزوة بخمسة آلاف من الملائكة لأنه قال :﴿فاستجاب لَكُمْ أنّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ﴾ [ الأنفال : ٩ ] وقال :﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ الملائكة﴾ [ آل عمران : ١٢٥ ] والألف مع الأربعة آلاف : خمسة آلاف من الملائكة وكان سيماهم هو أنه كان على أذناب خيولهم ونواصيها صوف أبيض، وهو المراد بقوله ﴿والله يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء﴾ والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ١٦٤ ـ ١٦٥﴾
قوله تعالى :﴿فِئَةٌ تقاتل فِى سَبِيلِ الله وأخرى كَافِرَةٌ﴾
قال الفخر :
المراد بالفئة التي تقاتل في سبيل الله هم المسلمون، لأنهم قاتلوا لنصرة دين الله.
وقوله ﴿وأخرى كَافِرَةٌ﴾ المراد بها كفار قريش. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ١٦٥﴾
فائدة
قال فى الميزان :
قوله تعالى ﴿فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة﴾ لم يقل وأخرى في سبيل
الشيطان أو في سبيل الطاغوت ونحو ذلك لأن الكلام غير مسوق للمقايسة بين السبيلين بل لبيان أن لا غنى من الله تعالى وأن الغلبة له فالمقابلة بالحقيقة بين الإيمان بالله والجهاد في سبيله وبين الكفر به تعالى. أ هـ ﴿الميزان حـ ٣ صـ ٩٤﴾
قوله تعالى :﴿يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ رَأْىَ العين﴾
قال الفخر :