ونفوه على طريقه نفي الجنس لعدم الاعتداد بارتياب المرتابين، هذا إذا جعلتَ ( فيه ) خبراً، ولك أن تجعله صفةً لريبَ وتجعلَ الخبر محذوفاً على طريقة لا النافية للجنس، فيكون التقدير : عندنا، أو لَنَا. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ٣٠﴾
وقال الآلوسى :
﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ الناس﴾ المكلفين وغيرهم ﴿لِيَوْمِ﴾ أي لحساب يوم، أو لجزاء يوم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه تهويلاً لما يقع فيه، وقيل : اللام بمعنى إلى أي جامعهم في القبول إلى يوم ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ أي لا ينبغي أن يرتاب في وقوعه ووقوع ما فيه من الحشر والحساب والجزاء، وقيل : الضمير المجرور للحكم أي لا ريب في هذا الحكم، فالجملة على الأول صفة ليوم، وعلى الثاني لتأكيد الحكم ومقصودهم من هذا كما قال غير واحد عرض كمال افتقارهم إلى الرحمة وأنها المقصد الأسني عندهم، والتأكيد لإظهار ما هم عليه من كمال الطمأنينة وقوة اليقين بأحوال الآخرة لمزيد الرغبة في استنزال طائر الإجابة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٩١﴾
وقال أبو حيان :
ومعنى : ليوم لا ريب فيه، أي : لجزاء يوم، ومعنى : لا ريب فيه، لا شك في وجوده لصدق من أخبر به، وإن كان يقع للمكذب به ريب فهو بحال ما لا ينبغي أن يرتاب فيه.
وقيل : اللام، بمعنى : في، أي : في يوم، ويكون المجموع لأجله لم يذكر، وظاهر هذا الجمع أنه الحشر من القبور للمجازاة، فهو اسم فاعل بمعنى الاستقبال، ويدل على أنه مستقبل قراءة أبي حاتم : جامع الناس، بالتنوين، ونصب : الناس.


الصفحة التالية
Icon