وقيل : معنى الجمع هنا أنه يجمعهم في القبور، وكأن اللام تكون بمعنى إلى للغاية، أي : جامعهم في القبور إلى يوم القيامة، ويكون اسم الفاعل هنا لم يلحظ فيه الزمان، إذ من الناس من مات، ومنهم من لم يمت، فنسب الجمع إلى الله من غير اعتبار الزمان، والضمير في : فيه، عائد على اليوم، إذ الجملة صفة له، ومن أعاده على الجمع المفهوم من جامع، أو على الجزاء الدال عليه المعنى، فقد أبعد. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٤٠٤﴾

فصل


قال الفخر :
قال الجبائى : إن كلام المؤمنين تم عند قوله ﴿لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ فأما قوله ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ فهو كلام الله عزّ وجلّ، كأن القوم لما قالوا ﴿إِنَّكَ جَامِعُ الناس لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ صدقهم الله تعالى في ذلك وأيد كلامهم بقوله ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ كما قال حكاية عن المؤمنين في آخر هذه السورة ﴿رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القيامة إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد﴾ [ آل عمران : ١٩٤ ] ومن الناس من قال : لا يبعد ورود هذا على طريقة العدول في الكلام من الغيبة إلى الحضور، ومثله في كتاب الله تعالى كثير، قال تعالى :﴿حتى إِذَا كُنتُمْ فِى الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيّبَةٍ﴾ [ يونس : ٢٢ ].
فإن قيل : فلم قالوا في هذه الآية ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ وقالوا في تلك الآية ﴿إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد﴾.


الصفحة التالية
Icon