وروى أبو محمد عبد الغنيّ بن سعيد من حديث ابن لَهِيعَةَ عن أبي صخر عن أبي معاوية عن سعيد بن جُبَيْر عن أبي الصَّهْباء البكريّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قال :" ألا أُعَلِّمك كلماتٍ تقولهنّ لو كانت ذنوبك كَمَدبِّ النمل أو كَمَدبّ الذّرّ لغفرها الله لك على أنه مغفور لك : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك عملتُ سوءاً وظلمتُ نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ". أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ٣٨ ـ ٤٠﴾
قال الطبرى :
وأولى هذه الأقوال بتأويل قوله :"والمستغفرين بالأسحار"، قول من قال : هم السائلون ربهم أن يستر عليهم فضيحتهم بها.
"بالأسحار" وهى جمع"سَحَر".
وأظهر معاني ذلك أن تكون مسألتهم إياه بالدعاء. وقد يحتمل أن يكون معناه : تعرّضهم لمغفرته بالعمل والصلاة، غيرَ أنّ أظهر معانيه ما ذكرنا من الدعاء. أ هـ ﴿تفسير الطبرى حـ ٦ صـ ٢٦٧﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله ﴿والصابرين والصادقين﴾ أكمل من قوله : الذين يصبرون ويصدقون، لأن قوله ﴿الصابرين﴾ يدل على أن هذا المعنى عادتهم وخلقهم، وأنهم لا ينفكون عنها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ١٧٦﴾
فائدة
قال أبو حيان :
قال المفسرون في الصابرين : صبروا عن المعاصي.
وقيل : عن المصائب.
وقيل : ثبتوا على العهد الأول.
وقيل : هم الصائمون.
وقالوا في الصادقين : في الأقوال.
وقيل : في القول والفعل والنية.
وقيل : في السر والعلانية.
وقالوا في القانتين : الحافظين للغيب.
وقال الزجاج : القائمين على العبادة.
وقيل : القائمين بالحق.
وقيل : الداعين المتضرعين.
وقيل : الخاشعين.
وقيل : المصلين.
وقالوا في المنفقين : المخرجين المال على وجه مشروع.
وقيل : في الجهاد.
وقيل : في جميع أنواع البر.
وقال ابن قتيبة : في الصدقات.