وقال الآلوسى :
﴿ فَكَيْفَ ﴾ استعظام وتهويل وهدم لما استندوا إليه، وكلمة الاستفهام في موضع نصب على الحال والعامل فيه محذوف أي كيف تكون حالهم أو كيف يصنعون أو كيف يكونون، وجوز أن تكون خبراً لمبتدأ محذوف أي كيف حالهم، وقولهم تعالى :﴿ إِذَا جمعناهم ﴾ ظرف محض من غير تضمين شرط والعامل فيه العامل في ( كيف ) إن قدر أنها منصوبة بفعل مقدر، وإن قلنا : إنها خبر لمبتدأ مضمر كان العامل في ( إذا ) ذلك المقدر أي كيف حالهم في وقت جمعهم ﴿ لِيَوْمِ ﴾ أي في يوم أو لجزاء يوم. ﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ أي في وقوعه ووقوع ما فيه، روي أنه أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله تعالى على رءوس الأشهاد ثم يأمر بهم إلى النار ﴿ وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ﴾ أي ما عملت من خير أو شر، والمراد جزاء ذلك إلا أنه أقيم المكسوب مقام جزائه إيذاناً بكمال الاتصال والتلازم بينهما حتى كأنهما شيء واحد ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ شيئاً فلا ينقصون من ثوابهم ولا يزادون في عذابهم بل يعطي كل منهم مقدار ما كسبه، والضمير راجع إلى كل إنسان المشعر به كل نفس، وكل يجوز مراعاة معناه فيجمع ضميره ووجه التذكير ظاهر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ١١١ ـ ١١٢﴾
وقال ابن عطية :
قال تعالى خطاباً لمحمد وأمته على جهة التوقيف والتعجيب فكيف حال هؤلاء المغترين بالأباطيل إذا حشروا يوما القيامة واضمحلت تلك الزخارف التي ادعوها في الدنيا وجوزوا بما اكتسبوه من كفرهم وأعمالهم القبيحة ؟ قال النقاش : واليوم الوقت، وكذلك قوله :﴿ في ستة أيام ﴾ [ الأعراف : ٥٤ ] [ السجدة : ٤ ] إنما هي عبارة عن أوقات فإنها الأيام والليالي والصحيح في يوم القيامة أنه يوم لأن قبله ليلة وفيه شمس، واللام في قوله تعالى :﴿ ليوم ﴾ طالبة لمحذوف، قال الطبري تقديره لما يحدث في يوم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ١ صـ ٤١٦﴾


الصفحة التالية
Icon