لو كان حبك صادقاً لأطعته... إن المحب لمن يحب مطيع
والقول بأن المحبة تقتضي الجنسية بين المحب والمحبوب فلا يمكن أن تتعلق بالله تعالى ساقط من القول لأنها قد تتعلق بالأعراض بلا شبهة ولا جنسية بين العرض والجوهر.
﴿ يُحْبِبْكُمُ الله ﴾ جواب الأمر وهو رأي الخليل. وأكثر المتأخرين على أن مثل ذلك جواب شرط مقدر أي إن تتبعوني يحببكم أي يقربكم رواه ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة، وقيل : يرض عنكم وعبر عن ذلك بالمحبة على طريق المجاز المرسل أو الاستعارة أو المشاكلة، وجعل بعضهم نسبة المحبة لله تعالى من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله تعالى.
﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ أي يتجاوز لكم عنها ﴿ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ أي لمن تحبب إليه بطاعته وتقرب إليه باتباعه نبيه ﷺ، والجملة تذييل مقرر لما سبق مع زيادة وعد الرحمة، ووضع الاسم الجليل مع الإضمار لما مر وللاشعار باستتباع وصف الألوهية للمغفرة والرحمة، وقرىء تحبوني، ويحبكم، ويحببكم من حبه، ومنه قوله :
أحب أبا ثروان من حب تمره... وأعلم أن الرفق بالجار أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته... ولا كان أدنى من عبيد ومشرق


الصفحة التالية
Icon