لطيفة
قال ابن رجب :
قول " لا إله إلا الله " تقتضي أن لا يحب سواه فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصي محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله
قال الله تعالى ﴿ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم﴾
قال الليث عن مجاهد في قوله ﴿لا يشركون بي شيئا﴾ قال لا يحبون غيري
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال : الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل
وهل الدين إلا الحب والبغض
قال الله عز وجل ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾
وهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
وقال الحسن : اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته، وسئل ذو النون متى أحب ربي ؟
قال إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر
وقال بشر بن السري ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك
وقال أبو يعقوب النهر جوري كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة
وقال يحيى بن معاذ : ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده
وقال رويم المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد... ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة... وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا...
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾
قال الحسن قال أصحاب رسول الله ﷺ إنا نحب ربنا حبا شديدا فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية