قال القرطبى :
﴿ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ قال معاذ بن جبل ومجاهد : كانت التقِية في جِدّة الإسلام قبل قوّة المسلمين ؛ فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوّهم.
قال ابن عباس : هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يُقتل ولا يأتي مَأْثَما.
وقال الحسن : التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة، ولا تقية في القتل.
وقرأ جابر بن زيد ومجاهد والضحاك :"إلاّ أن تَتَّقُوا منهم تَقِيَّةً" وقيل : إن المؤمن إذا كان قائماً بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفاً على نفسه وقلبُه مطمئن بالإيمان.
والتقِية لا تحِل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم.
ومن أكره على الكفر فالصحيح أن له أن يتصلّب ولا يجيب إلى التلفظ بكلمة الكفر ؛ بل يجوز له ذلك على ما يأتي بيانه في "النحل" إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ٥٧﴾


الصفحة التالية
Icon