فصل
قال ابن عادل :
في الناصب لِ " إذْ " أوجه :
أحدها : أنه " اذكر " مقدَّراً، فيكون مفعولاً به لا ظرفاً، أي : اذكر لهم وقت قول امرأة عمران كيت وكيت وإليه ذهب ابو الحسن وأبو العباس.
الثاني : أن الناصب له معنى الاصطفاء، أي :" اصْطَفَى " مقدَّراً مدلولاً عليه بـ " اصْطَفَى " الأوَّل والتقدير : واصطفى آل عمران - إذ قالت امرأة عمران. وعلى هذا يكون قوله :﴿ وَآلَ عِمْرَانَ ﴾ [ آل عمران : ٣٣ ] من باب عطف الجمل لا من باب عطف المفردات ؛ إذ لو جُعِل من عطف المفردات لزم أن يكون وقتُ اصطفاءِ آدمَ وقول امرأةِ عمران كيت وكيت، وليس كذلك ؛ لتغاير الزمانَيْن، فلذلك اضطررنا إلى تقدير عامل غير هذا الملفوظِ به، وإلى هذا ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وغيره.
الثالث : أنه منصوب بـ " سميع " وبه صرح ابن جرير الطبري، وإليه نحا الزمخشري ؛ فإنه قال : سميع عليم لقول امرأة عمران ونِيَّتها، و" إذْ " منصوب به.