قوله تعالى حكاية عنه ﴿وَأُنَبّئُكُم بِمَا تَأْكُلُون وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ﴾
فائدة لغوية
قال ابن عادل :
قوله :﴿ بِمَا تَأْكُلُونَ ﴾ يجوز في " ما " أن تكون موصولةً - اسميَّة أو حرفيَّة - ونكرة موصوفة. فعلى الأول والثالث تحتاج إلى عامل بخلاف الثاني - عند الجمهور - وكذلك " ما " في قوله :﴿ وَمَا تَدَّخِرُونَ ﴾ محتملة لما ذكر. وأتى بهذه الخوارق الأربع بلفظ المضارع ؛ دلالةً على تجدُّد ذلك كلَّ وقتٍ طُلِبَ منه. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٢٤٩﴾
قال الفخر :
في هذه الآية قولان
أحدهما : أنه عليه الصلاة والسلام كان من أول مرة يخبر عن الغيوب، روى السدي : أنه كان يلعب مع الصبيان، ثم يخبرهم بأفعال آبائهم وأمهاتهم، وكان يخبر الصبي بأن أمك قد خبأت لك كذا فيرجع الصبي إلى أهله ويبكي إلى أن يأخذ ذلك الشيء ثم قالوا لصبيانهم : لا تلعبوا مع هذا الساحر، وجمعوهم في بيت، فجاء عيسى عليه السلام يطلبهم، فقالوا له، ليسوا في البيت، فقال : فمن في هذا البيت، قالوا : خنازير قال عيسى عليه السلام كذلك يكونون فإذا هم خنازير.
والقول الثاني : إن الإخبار عن الغيوب إنما ظهر وقت نزول المائدة، وذلك لأن القوم نهوا عن الادخار، فكانوا يخزنون ويدخرون، فكان عيسى عليه السلام يخبرهم بذلك. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٥١﴾


الصفحة التالية
Icon