قال الزجاج : كلمة ﴿إلى﴾ ليست بمعنى مع فإنك لو قلت ذهب زيد إلى عمرو لم يجز أن تقول : ذهب زيد مع عمرو لأن ﴿إلى﴾ تفيد الغاية و﴿مَّعَ﴾ تفيد ضم الشيء إلى الشيء، بل المراد من قولنا أن ﴿إلى﴾ ههنا بمعنى ﴿معَ﴾ هو أنه يفيد فائدتها من حيث أن المراد من يضيف نصرته إلى نصرة الله إياي وكذلك المراد من قوله ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أموالهم إلى أموالكم﴾ [ النساء : ٢ ] أي لا تأكلوا أموالهم مضمومة إلى أموالكم، وكذلك قوله عليه السلام :" الذود إلى الذود إبل " معناه : الذود مضموماً إلى الذود إبل والرابع : أن يكون المعنى من أنصاري فيما يكون قربة إلى الله ووسيلة إليه، وفي الحديث أنه ﷺ كان يقول إذا ضحى " اللّهم منك وإليك " أي تقرباً إليك، ويقول الرجل لغيره عند دعائه إياته ﴿إلى﴾ أي انضم إلى، فكذا ههنا المعنى من أنصاري فيما يكون قربة إلى الله تعالى الخامس : أن يكون ﴿إلى﴾ بمعنى اللام كأنه قال : من أنصاري لله نظيره قوله تعالى :﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَهْدِى إِلَى الحق قُلِ الله يَهْدِى لِلْحَقّ﴾ [ يونس : ٣٥ ] والسادس : تقدير الآية : من أنصاري في سبيل الله.
و( إلى ) بمعنى ( في ) جائز، وهذا قول الحسن. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٥٥﴾
وقال ابن عادل :
وقد رد أبو البقاء كونَها بمعنى :" مع " فقال :[ وقيل : هي بمعنى :" مع " ] وليس بشيء ؛ فإن " إلَى " لا تصلح أن تكون بمعنى " مع " ولا قياس يُعَضِّدُهُ.
وقيل : إن " إلَى " بمعنى اللام من أنصاري لله ؟ كقوله :﴿ يهدي إِلَى الحق ﴾، كذا قدره الفارسي.
وقيل : ضمَّن أنصاري معنى الإضافة، أي : من يضيف نفسه إلى الله في نصرتي، فيكون " إلَى الله " متعلقاً بنفس " أنصاري ".
وقيل : متعلق بمحذوف على أنه حال من الياء في " أنْصَارِي " أي : مَنْ أنصاري ذَاهِباً إلى الله ملتجِئاً إليه، قاله الزمخشريُّ.


الصفحة التالية
Icon