الامتراء الشك، قال ابن الأنباري : هو مأخوذ من قول العرب مريت الناقة والشاة إذا حلبتها فكأن الشاك يجتذب بشكه مراء كاللبن الذي يجتذب عند الحلب، يقال قد مارى فلان فلاناً إذا جادله، كأنه يستخرج غضبه، ومنه قيل الشكر يمتري المزيد أي يجلبه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٦٨﴾

فصل


قال الفخر
قوله تعالى :﴿فَلاَ تَكُنْ مّن الممترين﴾ خطاب في الظاهر مع النبي ﷺ، وهذا بظاهره يقتضي أنه كان شاكاً في صحة ما أنزل عليه، وذلك غير جائز، واختلف الناس في الجواب عنه، فمنهم من قال : الخطاب وإن كان ظاهره مع النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنه في المعنى مع الأمة قال تعالى :﴿يا أيها النبى إِذَا طَلَّقْتُمُ النساء﴾ [ الطلاق : ١ ]
والثاني : أنه خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام والمعنى : فدم على يقينك، وعلى ما أنت عليه من ترك الامتراء. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٦٩﴾
وقال الآلوسى :
﴿ فَلاَ تَكُنْ مّن الممترين ﴾ خطاب له ﷺ، ولا يضر فيه استحالة وقوع الامتراء منه عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين ﴾ [ يونس : ١٠٥ ] بل قد ذكروا في هذا الأسلوب فائدتين.
إحداهما : أنه ﷺ إذا سمع مثل هذا الخطاب تحركت منه الأريحية فيزداد في الثبات على اليقين نوراً على نور
وثانيتهما : أن السامع يتنبه بهذا الخطاب على أمر عظيم فينزع وينزجر عما يورث الامتراء لأنه ﷺ مع جلالته التي لا تصل إليها الأماني إذا خوطب بمثله فما يظن بغيره ففي ذلك زيادة ثبات له صلوات الله تعالى وسلامه عليه ولطفه بغيره، وجوز أن يكون خطاباً لكل من يقف عليه ويصلح للخطاب. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ١٨٧﴾


الصفحة التالية
Icon