فصل


المراد من قوله ﴿حاججتم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ﴾ هو أنهم زعموا أن شريعة التوراة والإنجيل مخالفة لشريعة القرآن فكيف تحاجون فيما لا علم لكم به وهو ادعاؤكم أن شريعة إبراهيم كانت مخالفة لشريعة محمد عليه السلام ؟.
ثم يحتمل في قوله ﴿هأَنتُمْ هؤلاء حاججتم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ﴾ أنه لم يصفهم في العلم حقيقة وإنما أراد إنكم تستجيزون محاجته فيما تدعون علمه، فكيف تحاجونه فيما لا علم لكم به ألبتة ؟.
ثم حقق ذلك بقوله ﴿والله يَعْلَمُ﴾ كيف كانت حال هذه الشرائع في المخالفة والموافقة ﴿وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ كيفية تلك الأحوال. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٧٩﴾

فصل


قال ابن عادل :
قوله تعالى ﴿هَا أَنْتُمْ﴾
القراء في هذه على أربع مراتِبَ، والإعراب متوقِّفٌ على ذلك :
المرتبة الأولى للكوفيين وابن عامر والبَزِّي عن ابن كثير : ها أنتم - بألف بعد الهاء، وهمزة مخففة بعدها.
المرتبة الثانية لأبي عمرو وقالون عن نافع : بألف بعد الهاء، وهمزة مسهَّلَة بين بين بعدها.
المرتبة الثالثة لورش، وله وجهانِ :
أحدهما : بهمزة مسهلة بين بين بعد الهاء دون ألف بينهما.
الثاني : بألفٍ صريحةٍ بعد الهاء بغير همزة بالكلية.
المرتبة الرابعة لقُنْبُل بهمزة مُخَفَّفَة بعد الهاء دون ألف.

فصل


اختلف الناسُ في هذه الهاء : فمنهم من قال : إنها " ها " التي للتنبيه الداخلة على أسماء الإشارة، وقد كثر الفصلُ بينها وبين أسماء الإشارةِ بالضمائر المرفوعة المنفصلة، نحو : ها أنت ذا قائماً، وها نحن، وها هم، وهؤلاء، وقد تُعادُ مع الإشارة بعد دخولها على الضمائرِ ؛ توكيداً، كهذه الآية، ويقل الفصل بغير ذلك كقوله :[ البسيط ]
تَعَلَّمَنْ هَا - لَعَمْرُ اللهِ - ذَا قَسَماً... فَاقْدِرْ بِذَرْعِكَ وَانْظُرْ أيْنَ تَنْسَلِكُ
وقول النابغة :[ البسيط ]


الصفحة التالية
Icon