قلت القرآن صريح أو كالصريح في ذلك قال تعالى ﴿ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون﴾ : الزخرف - ٨٦ وقد قال تعالى فيه ﴿ويوم القيامة يكون عليهم شهيد﴾ا : النساء - ١٥٩ وقال تعالى ﴿وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل﴾ : المائدة - ١١٠
وقد تقدم إشباع الكلام في معنى الشفاعة وهذا غير التفدية التي يقول بها النصارى وهي إبطال الجزاء بالفدية والعوض فإنها تبطل السلطنة المطلقة الإلهية على ما سيجئ من بيانه والآية إنما تنفي ذلك وأما الشفاعة فالآية غير متعرضة لأمرها لا إثباتا ولا نفيا فإنها لو كانت بصدد إثباتها على منافاته للمقام لكان حق الكلام أن يقال وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم ولو كانت بصدد نفيها لم يكن لذكر الشهادة على الناس وجه وهذا إجمال ما سيأتي في تفسير الآيات تفصيله إن شاء الله تعالى.
وأما ما قاله الناس في عيسى (عليه السلام) فإنهم وإن تشتتوا في مذاهبهم بعده واختلفوا في مسالكهم بما ربما جاوز السبعين من حيث كليات ما اختلفوا فيه وجزئيات المذاهب والآراء كثيرة جدا.


الصفحة التالية
Icon