وقوله في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والله كان الكلمة منذ البدء كان هذا عند الله كل به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس إنجيل يوحنا الإصحاح الأول.
فهذه الكلمات وما يماثلها مما وقع في الإنجيل هي التي دعت النصارى إلى القول بالتثليث في الوحدة.
والمراد به حفظ أن المسيح ابن الله مع التحفظ على التوحيد الذي نص عليه المسيح في تعليمه كما في قوله إن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهك إله واحد هو إنجيل مرقس الإصحاح الثاني عشر.
ومحصل ما قالوا به وإن كان لا يرجع إلى محصل معقول أن الذات جوهر واحد له أقانيم ثلاث والمراد بالأقنوم هو الصفة التي هي ظهور الشئ وبروزه وتجليه لغيره وليست الصفة غير الموصوف والأقانيم الثلاث هي أقنوم الوجود وأقنوم العلم وهو الكلمة وأقنوم الحياة وهو الروح.
وهذه الأقانيم الثلاث هي الأب والابن والروح القدس والأول أقنوم الوجود والثاني أقنوم العلم والكلمة والثالث أقنوم الحياة فالابن وهو الكلمة وأقنوم العلم نزل من عند أبيه وهو أقنوم الوجود بمصاحبة روح القدس وهو أقنوم الحياة التي بها يستنير الأشياء.
ثم اختلفوا في تفسير هذا الإجمال اختلافا عظيما أوجب تشتتهم وانشعابهم شعبا ومذاهب كثيرة تجاوز السبعين وسيأتيك نبأها على قدر ما يلائم حال هذا الكتاب.