فائدة
قال الزمخشرى :
فإن قلت : فحين كان المعنى ﴿لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾ بمعنى الموت على الكفر، فهلا جعل الموت على الكفر مسبباً عن ارتدادهم وازديادهم الكفر لما في ذلك من قساوة القلوب وركوب الرين وجرّه إلى الموت على الكفر ؟
قلت : لأنه كم من مرتد مزداد للكفر يرجع إلى الإسلام ولا يموت على الكفر.
فإن قلت : فأي فائدة في هذه الكناية، أعني أن كنى عن الموت على الكفر بامتناع، قبول التوبة ؟
قلت : الفائدة فيها جليلة، وهي التغليظ في شأن أولئك الفريق من الكفار، وإبراز حالهم في صورة حالة الآيسين من الرحمة التي هي أغلظ الأحوال وأشدّها، ألا ترى أنّ الموت على الكفر إنما يخاف من أجل اليأس من الرحمة. أ هـ ﴿الكشاف حـ ١ صـ ٣٨٢ ـ ٣٨٣﴾
فصل
قال ابن عادل :
قوله :" كفراً " تمييز منقول من الفاعلية، والأصل : ثم ازداد كفرُهم، والدال الأولى بدل من تاء الافتعال ؛ لوقوعها بعد الزاي، كذا أعربه أبو حيان، وفيه نظر ؛ إذ المعنى على أنه مفعول به، وهي أن الفعل المتعدي لاثنين إذا جُعِل مطاوعاص نقص مفعولاً، وهذا من ذاك ؛ لأن الأصل : زدت زيداً خيراً فازداده، وكذلك أصل الآيةِ الكريمةِ : زادهم الله كُفراً فازدادوه، فلم يؤت هنا بالفاء داخلةً على " لَنْ " وأتي بها في " لَنْ " الثانية، لأن الفاءَ مُؤذِنَةً بالاستحقاق بالوصف السابق - لأنه قد صَرَّحَ بقَيْد مَوْتِهِم على الكُفْر، بخلاف " لَنِ " الأولى، فإنه لم يُصَرِّحْ ممعها به فلذلك لم يُؤتَ بالفاء. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٣٧٨ ـ ٣٧٩﴾
فصل
قال القرطبى :
﴿لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾ مشكل لقوله :﴿وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السيئات﴾ [ الشورى : ٢٥ ] فقيل : المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت.