هذه خلاصة كلامه ولا يخفى أنه مما لا بأس به، نعم كون الحديث ليس معروفاً عند المحدثين أصلاً لا يخلو عن شيء، فقد عزاه الزركشي في "الأحاديث المشتهرة" إلى كتاب "الحجة" لنصر المقدسي ولم يذكر سنده ولا صحته لكن ورد ما يقويه في الجملة مما نقل من كلام السلف، والحديث الذي أوردناه قبل وإن رواه الطبري والبيهقي في "المدخل" بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على أنه يكفي في هذا الباب الحديث الذي أخرجه الشيخان وغيرهما، فالحق الذي لا محيد عنه أن المراد اختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن شاركهم في الاجتهاد كالمجتهدين المعتد بهم من علماء الدين الذين ليسوا بمبتدعين وكون ذلك رحمة لضعفاء الأمة، ومن ليس في درجتهم مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان ولا يتنازع فيه اثنان فليفهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٢٣ ـ ٢٥﴾
فائدة
قال الفخر :
إنما قال :﴿مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ البينات﴾ ولم يقل ﴿جَاءتْهُمْ﴾ لجواز حذف علامة من الفعل إذا كان فعل المؤنث متقدماً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٤٨﴾
وقال القرطبى :
"جاءهم" مذكر على الجمع، وجاءتهم على الجماعة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ١٦٦﴾
قوله تعالى :﴿وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
قال الفخر :
﴿وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ يعني الذين تفرقوا لهم عذاب عظيم في الآخرة بسبب تفرقهم، فكان ذلك زجراً للمؤمنين عن التفرق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٤٨﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
هؤلاء أقوام أظهر عليهم في الابتداء رقومَ الطلب، ثم وسمهم في الانتهاء بِكَيِّ الفُرقة، فباتوا في شق الأحباب، وأصبحوا في زمرة الأجانب. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٢٦٨﴾


الصفحة التالية
Icon