الرابع : ذكر بعض المفسرين، هنا، ما روي من حديث < اختلاف أمتي رحمة >، ولا يعرف له سند صحيح، ورواه الطبراني والبيهقي في " المدخل " بسند ضعيف عن ابن عباس مرفوعاً. قال بعض المحققين : هو مخالف لنصوص الآيات والأحاديث، كقوله تعالى :﴿ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ﴾ [ هود : ١١٨ - ١١٩ ].
ونحوه قوله ﷺ :< لا تختلفوا فتختلف قلوبكم > وغيره من الأحاديث لكثيرة، والذي يقطع به أن الاتفاق خير من الخلاف - انتهى -.
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود بسندهما عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان، فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال : إن رسول الله ﷺ قال :< إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وأنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارَى بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ؛ والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء نبيكم ﷺ، لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به >.
قال ابن كثير : وقد روي هذا الحديث من طرق. انتهى.
نبذة في مبدأ الاختلاف في هذه الأمة من أهل الأهواء :


الصفحة التالية
Icon