وقرأ الحسن والزهري وابن مُحَيْصِن، وأبُو الجَوْزَاءِ : تِبياضّ وتسوادّ - بألف فيهما - وهي أبلغ ؛ فإن البياض أدلُّ على اتصاف الشيء بالبياض من ابيضَّ، ويجوز كسر حرف المضارعة - أيضاً - مع الألف، إلا أنه لم ينقل قراءةً لأحدٍ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٤٥٣﴾

فصل


قال الفخر :
هذه الآية لها نظائر منها قوله تعالى :﴿وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ﴾ [ الزمر : ٦٠ ] ومنها قوله ﴿وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ﴾ [ يونس : ٢٦ ] ومنها قوله ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضاحكة مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ [ عبسى : ٣٨ ٤١ ] ومنها قوله ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴾ [ القيامة : ٢٢ ٢٥ ] ومنها قوله ﴿تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم﴾ [ المطففين : ٢٤ ] ومنها قوله ﴿يُعْرَفُ المجرمون بسيماهم﴾ [ الرحمن : ٤١ ].
إذا عرفت هذا فنقول : في هذا البياض والسواد والغبرة والقترة والنضرة للمفسرين قولان
أحدهما : أن البياض مجاز عن الفرح والسرور، والسواد عن الغم، وهذا مجاز مستعمل، قال تعالى :﴿وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [ النحل : ٥٨ ] ويقال : لفلان عندي يد بيضاء، أي جلية سارة، ولما سلم الحسن بن علي رضي الله عنه الأمر لمعاوية قال له بعضهم : يا مسود وجوه المؤمنين، ولبعضهم في الشيب.
يا بياض القرون سودت وجهي.. عند بيض الوجوه سود القرون
فلعمري لأخفينك جهدي.. عن عياني وعن عيان العيون
بسواد فيه بياض لوجهي.. وسواد لوجهك الملعون


الصفحة التالية
Icon