ويجوز أن يكون هذا الخطاب لجميع الأمة ؛ لأن آثاره وعلاماته والقرآن الذي أوتَي فِيَنا مكانَ النبيّ ﷺ فِيَنا وإن لم نشاهده.
وقال قَتادة : في هذه الآية عَلَمان بيّنان : كتابُ الله ونبيّ الله ؛ فأما نبي الله فقد مضى، وأما كتاب الله فقد أبقاه الله بين أظهرهم رحمةً منه ونعمةً ؛ فيه حلالهُ وحرامهُ، وطاعته ومعصيته. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ١٥٦﴾
لطيفة
قال ابن عاشور :
﴿وفيكم رسوله﴾ حقيقيّة ومؤذنة بمنقبة عظيمة، ومنّة جليلة، وهي وجود هذا الرسول العظيم بينهم، تلك المزيّة الَّتي فاز بها أصحابه المخاطبون.
وبها يظهر معنى قوله ﷺ فيما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدْري :"لاَ تسبُّوا أصحابي فوالّذي نفسي بيده لَوْ أنّ أحدكم أنفق مثلَ أُحُد ذَهَباً مَا بَلَغ مُدّ أحدِهم ولا نصِيفه" النصيف نِصْف مدّ.
وفي الآية دلالة على عِظْم قدْر الصّحابة وأنّ لهم وازعين عن مواقعة الضّلال : سماعُ القرآن، ومشاهدَة أنوار الرّسول عليه السَّلام فإنّ وجوده عصمة من ضلالهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ١٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon