ولما ذكر النعمةت التي أنقذتهم من هلاك الدنيا ثنى بما تبع ذلك من نعمة الدين التي عصمت من الهلاك الأبدي فقال :﴿وكنتم على شفا﴾ أي حرف وطرف ﴿حفرة من النار﴾ بما كنتم فيه من الجاهلية ﴿فأنقذكم منها﴾.
ولما تم هذا البيان على هذا الأسلوب الغريب نبه على ذلك بقوله - جواباً لمن يقول : لله در هذا البيان! ما أغربه من بيان! - ﴿كذلك﴾ أي مثل هذا البيان البعيد المنال البديع المثال ﴿يبين الله﴾ المحيط علمه الشاملة قدرته بعظمته ﴿لكم آياته﴾ وعظم الأمر بتخصيصهم به وإضافة الآي إليه.
ولما كان السياق لبيان دقائق الكفار في إرادة إضلالهم ختم الآية بقوله :﴿لعلكم تهتدون﴾ أي ليكون حالكم عند من ينظركم حال من ترجى وتتوقع هدايته، هذا الترجي حالكم فيما بينكم، وأما هو سبحانه وتعالى فقد أحاط علمه بالسعيد والشقي، ثم الأمر إليه، فمن شاء هداه، ومن أراد أرداه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٣١ ـ ١٣٢﴾