فائدة
قال الآلوسى :
﴿ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ أي إن كنتم من أهل العقل، أو إن كنتم تعلمون الفضل بين الولي والعدو، أو إن كنتم تعلمون مواعظ الله تعالى ومنافعها، وجواب ( إن ) محذوف لدلالة الكلام عليه، ثم إن هذه الجمل ما عدا وما تخفي صدورهم أكبر لأنها حال لا غير جاءت مستأنفات جواباً عن السؤال عن النهي وترك العطف بينها إيذاناً باستقلال كل منها في ذلك، وقيل : إنها في موضع النعت لبطانة إلا قد بينا لظهور أنها لا تصلح لذلك، والأول أحسن لما في الاستئناف من الفوائد وفي الصفات من الدلالة على خلاف المقصود أو إيهامه لا أقل وهو تقييد النهي وليس المعنى عليه، وقيل : إن ودوا ما عنتم بيان وتأكيد لقوله :﴿ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً ﴾ فحكمه حكمه وما عدا ذلك مستأنف للتعليل على طريق الترتيب بأن يكون اللاحق علة للسابق إلى أن تكون الأولى علة للنهي ويتم التعليل بالمجموع أي لا تتخذوهم بطانة لأنهم لا يألونكم خبالاً لأنهم يودّون شدّة ضرركم بدليل أنهم قد تبدو البغضاء من أفواههم وإن كانوا يخفون الكثير ولا بد على هذا من استثناء قد بينا إذ لا يصلح تعليلا لبدو البغضاء ويصلح تعليلاً للنهي فافهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٣٨﴾
وقال الطبرى :
"إن كنتم تعقلون"، يعني : إن كنتم تعقلون عن الله مواعظه وأمره ونهيه، وتعرفون مواقع نفع ذلك منكم، ومبلغ عائدته عليكم. أ هـ ﴿تفسير الطبرى حـ ٧ صـ ١٤٨﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :﴿ مِّن دُونِكُمْ ﴾ يجوز أن يكون صفةً لـ " بِطَانَةً "، فيتعلق بمحذوف، أي : كائنة من غيركم.
وقدره الزمخشريّ : من غير أبناء جنسكم وهم المسلمون.
ويجوز أن يتعلق بفعل النهي، وجوَّز بعضُهم أن تكون " من " زائدة، والمعنى : دونكم في العمل والإيمان.


الصفحة التالية
Icon