القول الثاني : أنها نزلت في واقعة أخرى وهي أن النبي ﷺ بعث جمعاً من خيار أصحابه إلى أهل بئر معونة ليعلموهن القرآن فذهب إليهم عامر بن الطفيل مع عسكره وأخذهم وقتلهم فجزع من ذلك الرسول ﷺ جزعاً شديداً ودعا على الكفار أربعين يوماً، فنزلت هذه الآية، هذا قول مقاتل وهو بعيد لأن أكثر العلماء اتفقوا على أن هذه الآية في قصة أحد، وسياق الكلام يدل عليه وإلقاء قصة أجنبية عن أول الكلام وآخره غير لائق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٨٩ ـ ١٩٠﴾
وقال القرطبى :
ثبت في صحيح مسلم : أن النبيّ ﷺ كُسِرت رَباعِيته يوم أُحُد، وشُجّ في رأسه، فجعل يسْلِتُ الدمَ عنه ويقول :"كيف يُفلح قوم شَجّوا رأس نبِيهم وكسروا رباعِيته وهو يدعوهم إلى الله تعالى".
فأنزل الله تعالى ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْءٌ ﴾.
الضحاك : هَمَّ النبيّ ﷺ أن يدعوَ على المشركين فأنزل الله تعالى :﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْءٌ ﴾.
وقيل : استأذن في أن يدعو في استئصالهم، فلما نزلت هذه الآية علم أن منهم من سيُسلِم وقد آمن كثير منهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعِكرمة بن أبي جهل وغيرهم.
وروى الترمذي عن ابن عمر قال : وكان النبيّ ﷺ يدعو على أربعة نفر فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْءٌ ﴾ فهداهم الله للإسلام.
وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ١٩٩﴾