من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قوله تعالى ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)﴾
يعني إذا قلتم بالله ( ووصلتم ) بالله فلا ينبغي أن تخافوا من غير الله، ولا تَهِنوا ولا تضعفوا فإن النصرة من عند الله، والغالب الله، وما سوى الله فليس منهم ذرة ولا منهم سينة.
قوله :﴿ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ ﴾ أي ينبغي للمؤمن ألا تظله مهابةٌ من غير الله. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٢٨٠﴾

فصل فى ذكر قصة غزوة أحد


قال السمرقندى عليه الرحمة :
وكانت القصة في ذلك أنهم لما غَلَبُوا المشركين يوم بدر، وأصابوا منهم ما أصابوا وسنذكر قصة بدر في سورة الأنفال إن شاء الله تعالى فرجع أبو سفيان بن حرب إلى مكة بالعير، وانهزم المشركون، وذهب عكرمة بن أبي جهل، ورجال أُصِيب أبناؤهم وآباؤهم وإخوانهم ببدر إلى أبي سفيان بن حرب وهو رئيس مكة فكلموه، وأتاه كل من كان له في ذلك العير مال، فقالوا : إن محمداً قد قتل خياركم، فاستعينوا بهذه الأموال على حربه ففعلوا.
قال الضحاك : فأعانهم أبو سفيان بمائة راحلة وما يصلحها من الزاد والسلاح، فسارت قريش وهم ثلاثة آلاف رجل، وعليهم أبو سفيان بن حرب، وكان في القوم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وذلك قبل دخولهم في الإسلام، فلم يبقَ أحد من قريش إلا وخرج أهله معه وولده يجعلهم خلف ظهره ليقاتل عنهم.


الصفحة التالية
Icon