الانخراط في سلكهم ولا بدّ من ذكر التائبين واستغفارهم وعدم الإصرار ليكون لطفاً لهؤلاء وجميع الفوائد التي ذكرت في قوله سبحانه وتعالى :﴿ وَمَن يَغْفِرُ الذنوب إِلاَّ الله ﴾ [ آل عمران : ١٣٥ ] تدخل في المعنى، فعلم من هذا أن دلالة ﴿ وَلَمْ يُصِرُّواْ على مَا فَعَلُواْ ﴾ [ آل عمران : ١٣٥ ] مهجورة لأن مقام التحريض والحث أخرج المصرين، والحاصل أن شرط دلالة المفهوم هنا منتف فلا يصح الاحتجاج بذلك للمعتزلة أصلاً. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٦٣ ـ ٦٥﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :﴿ مِن رَّبِّهِمْ ﴾ في محل رفع ؛ نعتاً لِ " مَغْفِرَةٌ "، و" مِنْ " للتبعيض، أي : من مغفرات ربهم.
قوله :﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ حال من الضمير في ﴿ جَزَآؤُهُمْ ﴾ ؛ لأنه مفعول به في المعنى ؛ لأن المعنى : يجزيهم الله جنات في حال خلودهم ويكون حالاً مقدراً، ولا يجوز أن تكون حالاً من " جَنَّاتٌ " في اللفظ، وهي لأصحابها في المعنى ؛ إذْ لو كان ذلك لبرز الضمير، لجَرَيان الصفة على غير مَنْ هي له، والجملة من قوله :﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ﴾ في محل رفع ؛ نعتاً لِ " جَنَّاتٌ ". وتقدم إعراب نظير هذه الجمل.
قوله :﴿ وَنِعْمَ أَجْرُ العاملين ﴾ المخصوص بالمدح محذوف، تقديره : ونِعْمَ أجر العاملين الجنة. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٥ صـ ٥٤٧﴾.


الصفحة التالية