من فوائد الآلوسى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ ربَّنَا اغفر لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾ أي صغائرنا ﴿ وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا ﴾ أي تجاوزنا عن الحد، والمراد كبائرنا وروي ذلك عن الضحاك، وقيل : الإسراف تجاوز في فعل ما يجب، والذنب عام فيه وفي التقصير، وقيل : إنه يقابل الإسراف وكلاهما مذموم، وسيأتي في هذه السورة إن شاء الله تعالى إطلاق الذنوب على الكبائر فافهم.
والظرف متعلق بما عنده أو حال منه وإنما أضافوا ذلك إلى أنفسهم مع أن الظاهر أنهم برآء من التفريط في جنب الله تعالى هضماً لأنفسهم واستقصاراً لهمهم وإسناداً لما أصابهم إلى أعمالهم، على أنه لا يبعد أن يراد بتلك الذنوب وذلك الإسراف ما كان ذنباً وإسرافاً على الحقيقة لكن بالنسبة إليهم، وحسنات الأبرار سيئات المقربين، وقيل : أرادوا من طلب المغفرة طلب قبول أعمالهم حيث إنه لا يجب على الله تعالى شيء، وفيه ما لا يخفى، وقدموا الدعاء بالمغفرة على ما هو الأهم بحسب الحال من الدعاء بقوله سبحانه :﴿ وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا ﴾ أي عند جهاد أعدائك بتقوية قلوبنا وإمدادنا بالمدد الروحاني من عندك ﴿ وانصرنا عَلَى القوم الكافرين ﴾ تقريباً له إلى حيز القبول فإن الدعاء المقرون بالخضوع الصادر عن زكاء وطهارة أقرب إلى الاستجابة.