ومن الناس من قال : المراد من ثبت أقدامنا ثبتنا على دينك الحق فيكون تقديم طلب المغفرة على هذا التثبيت من باب تقديم التخلية على التحلية وتقديمهما على طلب النصرة لما تقدم، وقيل : إنهم طلبوا الغفران أولاً ليستحقوا طلب النصر على الكافرين بترجحهم بطهارتهم عن الذنوب عليهم وهم محاطون بالذنوب، وفي طلبهم النصر مع كثرتهم المفرطة التي دل عليها ما سبق إيذان بأنهم لا ينظرون إلى كثرتهم ولا يعوّلون عليها بل يسندون ثبات أقدامهم إلى الله تعالى ويعتقدون أن النصر منه سبحانه وتعالى، وفي الإخبار عنهم بأنه ما كان قولهم إلا هذا دون ما فيه شائبة جزع وخور وتزلزل من التعريض بالمنهزمين ما لا يخفى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٨٤ ـ ٨٥﴾
فائدة
قال ابن عطية :
وقولهم :﴿ وثبت أقدامنا ﴾ يحتمل أن يجري مع ما قبله من معنى الاستغفار، فيكون المعنى : اجعلنا دائبين على طاعتك والإيمان بك، وتثبيت القدم على هذا : استعارة، ويحتمل أن يكون في معنى ما بعده من قوله :
﴿ وانصرنا على القوم الكافرين ﴾ فيراد ثبوت القدم حقيقة في مواقف الحرب،
قال ابن فورك : في هذا الدعاء رد على القدرية، لقولهم : إن الله لا يخلق أفعال العبد، ولو كان ذلك لم يسغ أن يدعي فيما لا يفعله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ١ صـ ٥٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon