ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً ﴾
وألقى الحق في قلوبهم الرعب بالفعل. فساعة قالوا لأبي سفيان : إن محمداً قادم إليك بجيش كثيف من المدينة، وانضم له مقاتلون لم يحاربوا من قبل، وقادم إليكم في حمراء الأسد. ماذا صنع أبو سفيان وقومه ؟ ألقى الله الرعب في قلوبهم وفروا.
وكلمة ﴿ سَنُلْقِي ﴾ مأخوذة من " الإلقاء " وهو لا يكون إلا لمادة وعين. ويبين لنا القرآن هذا الأمر حين يقول :" فألقى الألواح "، هذه حاجة مادية. قال تعالى :
﴿ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ﴾
[الأعراف : ١٥٠]
إنه أمر مادي.. ونحن نقول : ألقى الحجر. والحق سبحانه يقول :
﴿ فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾
[الشعراء : ٤٤]
إنها حبال، أي أمر مادي. وسبحانه وتعالى يقول عن الوحي لأم موسى :
﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
[القصص : ٧]