مقالتِهم الباطلةِ حيث لم يُقتَصرْ على تحقيق نفسِ القتلِ كما في قوله عز وجل :﴿ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الموت ﴾ بل عُيِّن مكانُه أيضاً، ولا ريب في تعيُّن زمانِه أيضاً لقوله تعالى :﴿ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾
رُوي أن ملك الموتِ حضر مجلسَ سليمانَ عليه الصلاة والسلام فنظر إلى رجل من أهل المجلسِ نَظرةً هائلة فلما قام قال الرجلُ : من هذا ؟ فقال سليمانُ عليه السلام : ملكُ الموتِ، قال : أرسِلْني مع الريح إلى عالم آخَرَ فإني رأيتُ منه مرأىً هائلاً فأمرها عليه السلام فألقتْه في قُطر سحيقٍ من أقطار العالم فما لبث أن عاد ملكُ الموتِ إلى سليمانَ عليه السلام فقال : كنت أُمِرْتُ بقبض روحِ ذلك الرجلِ في هذه الساعةِ في أرض كذا فلما وجدتُه في مجلسك قلت : متى يصِلُ هذا إليها وقد أرسلتَه بالريح إلى ذلك المكانِ فوجدتُه هناك (١)
(١) نص الحديث عن شهر بن حوشب قال دخل ملك الموت على سليمان ـ عليهما السلام ـ فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم إليه النظر فلما خرج قال الرجل من هذا ؟
قال : هذا ملك الموت ـ عليه السلام ـ قال لقد رأيته ينظر إلي فكأنه يريدني قال فما تريد ؟ قال أريد أن تحملني على الريح فتلقيني بالهند قال فدعا بالريح فحمله عليها فألقته بالهند ثم أتى ملك الموت سليمان ـ عليه السلام ـ فقال : إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي قال كنت أعجب منه إني أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك. أ هـ ﴿حلية الأولياء حـ ٤ صـ ١١٨﴾