وورد عن غير واحد أن القوم لما امتحنوا ذهبوا فراراً في وادي أحد، وقال أبو زيد : يقال : صعد في السلم صعوداً وصعد في الجبل أو على الجبل تصعيداً ولم يعرفوا فيه صعد، وقرأ أبيّ ﴿ إِذْ تُصْعِدُونَ ﴾ في الوادي وهي تؤيد قول من قال : إن الإصعاد الذهاب في مستوى الأرض دون الارتفاع، وقرىء يصعدون بالياء التحتية وأمر تعلق إذ باذكر عليه ظاهر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٩٠ ـ ٩١﴾

فصل


قال الفخر :
ولا تلوون على أحد : أي لا تلتفتون إلى أحد من شدة الهرب، وأصله أن المعرج على الشيء يلوي إليه عنقه أو عنان دابته، فإذا مضى ولم يعرج قيل لم يلوه، ثم استعمل اللي في ترك التعريج على الشيء وترك الالتفات إلى الشيء، يقال : فلان لا يلوي على شيء، أي لا يعطف عليه ولا يبالي به. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٣٣﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ ﴾ أي لا تقيمون على أحد ولا تعرجون وهو من لوى بمعنى عطف وكثيراً ما يستعمل بمعنى وقف وانتظر لأن من شأن المنتظر أن يلوي عنقه، وفسر أيضاً بلا ترجعون وهو قريب من ذلك، وذكر الطبرسي أن هذا الفعل لا يذكر إلا في النفي فلا يقال لويت على كذا، وقرأ الحسن ( تلون ) بواو واحدة بقلب الواو المضمومة همزة وحذفها تخفيفاً.
وقرىء ﴿ تَلْوُونَ ﴾ بضم التاء على أنه من ألوى لغة في لوى، ويلوون بالياء كيصعدون، قال أبو البقاء ويقرأ ﴿ على أَحَدٍ ﴾ بضمتين وهو الجبل والتوبيخ عليه غير ظاهر، ووجهه بعضهم بأن المراد أصحاب أحد أو مكان الوقعة، وفيه إشارة إلى إبعادهم في استشعار الخوف وجدهم في الهزيمة حتى لا يلتفتون إلى نفس المكان. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٩١﴾


الصفحة التالية
Icon