ولما كان هذا القول محزناً اعتقاده وكتمانه علق سبحانه وتعالى بقوله :" قالوا " وبانتفاء الكون كالذين قالوا قوله :﴿ليجعل الله﴾ أي الذي لا كفوء له ﴿ذلك﴾ أي القول أو الانفراد به عن مشارك ﴿حسرة في قلوبهم﴾ أي باعتقاده وعدم المواسي فيه وعلى تقدير التعليق ب " قالوا " يكون من باب التهكم بهم لأنهم لو لم يقولوه لهذا الغرض الذي لا يقصده عاقل لكانوا قد قالوه لا لغرض أصلاً وذلك أعرق في كونه ليس من أفعال العقلاء ﴿والله﴾ أي لا تكونوا مثلهم والحال.
أو قالوا ذلك والحال أن الذي له الإحاطة الكاملة ﴿يحيي﴾ أي من أراد في الوقت الذي يريد ﴿ويميت﴾ أي من أراد إذا أراد لا يغني حذره من قدره ﴿والله﴾ أي المحيط بكل شيء قدره وعلماً ﴿بما تعملون﴾ أي بعملكم وبكل شيء منه ﴿بصير﴾ وعلى كل شيء منه قدير لا يكون شيء منه بغير إذنه ومتى كان على خلاف أمره عاقب عليه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٧١ ـ ١٧٢﴾
وقال الفخر :