فصل
قال الفخر :
قوله :﴿وَلِيَعْلَمَ المؤمنين﴾ ظاهره يشعر بأنه لأجل أن يحصل له هذا العلم أذن في تلك المصيبة، وهذا يشعر بتجدد علم الله، وهذا محال في حق علم الله تعالى، فالمراد ههنا من العلم المعلوم، والتقدير : ليتبين المؤمن من المنافق، وليتميز أحدهما عن الآخر حصل الإذن في تلك المصيبة، وقد تقدم تقرير هذا المعنى في الآيات المتقدمة والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٦٩﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ﴾
" ما " موصولة بمعنى الذي، في محل رفع بالابتداء، و" بإذن الله " الخبر، وهو على إضمار مبتدأ، تقديره : فهو بإذن الله، ودخلت الفاء في الخبر ؛ لشِبْه المبتدأ بالشرط، نحو : الذي يأتيني فله درهم، وهذا - على ما قرره الجمهورُ - مُشْكِل ؛ وذلك أنهم قرروا أنه لا يجوز دخول هذه الفاءِ زائدةً في الخبر إلا بشروط.
منها : أن تكون الصلةُ مستقبلةً في المعنى ؛ وذلك لأن الفاءَ إنما دخلت للشِّبْه بالشَّرط، والشّرط إنما يكون في الاستقبال، لا في الماضي، لو قلت : الذي أتاني أمس فله درهم، لم يصحّ، " وأصابكم " - هنا - ماضٍ في المعنى ؛ لأن القصة ماضية، فكيف جاز دخول هذه الفاءِ زائدةً في الخبر إلا بشروط.
منها : أن تكون الصلةُ مستقبلةً في المعنى ؛ وذلك لأن الفاءَ إنما دخلت للشِّبْه بالشَّرط، والشّرط إنما يكون في الاستقبال، لا في الماضي، لو قلت : الذي أتاني أمس فله درهم، لم يصحّ، " وأصابكم " - هنا - ماضٍ في المعنى ؛ لأن القصة ماضية، فكيف جاز دخول هذه الفاء ؟