والجواب : هذا الدليل الذي ذكره الله تعالى لا يتمشى إلا إذا اعترفنا بالقضاء والقدر، وذلك لأنا إذا قلنا لا يدخل الشيء في الوجود إلا بقضاء الله وقدره، اعترفنا بأن الكافر لا يقتل المسلم إلا بقضاء الله، وحينئذ لا يبقى بين القتل وبين الموت فرق، فيصح الاستدلال.
أما إذا قلنا بأن فعل العبد ليس بتقدير الله وقضائه، كان الفرق بين الموت والقتل ظاهراً من الوجه الذي ذكرتم، فتفضي إلى فساد الدليل الذي ذكره الله تعالى، ومعلوم أن المفضي إلى ذلك يكون باطلا، فثبت أن هذه الآية دالة على أن الكل بقضاء الله. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٧١ ـ ٧٢﴾
قوله تعالى ﴿إن كنتم صادقين﴾
قال الفخر :
وقوله :﴿إن كنتم صادقين﴾ يعني : إن كنتم صادقين في كونكم مشتغلين بالحذر عن المكاره، والوصول إلى المطالب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon