وقال الخازن :
وفي كونه من أنفسهم شرف لهم وكان فيما خطب به أبو طالب حين زوج رسول الله ﷺ خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وقد حضر ذلك بنو هاشم ورؤساء مضر قوله الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد وعنصر مضر وجعلنا سدنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمنا وجعلنا الحكام على الناس وإن ابني هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به فتى إلا رجح وهو الله بعد هذا له نبأ عظيم وخطب جليل. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٤٤٣﴾
فائدة
قال الفخر :
قال الواحدي رحمه الله : للمن في كلام العرب معان : أحدها : الذي يسقط من السماء وهو قوله :﴿وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ المن والسلوى﴾ [ البقرة : ٥٧ ]
وثانيها : أن تمن بما أعطيت وهو قوله :﴿لاَ تُبْطِلُواْ صدقاتكم بالمن والأذى﴾ [ البقرة : ٢٦٤ ]
وثالثها : القطع وهو قوله :﴿لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ ممنون﴾ [ فصلت : ٨ ] ﴿وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ ورابعها : الإنعام والإحسان إلى من لا تطلب الجزاء منه، ومنه قوله :﴿هذا عَطَاؤُنَا فامنن أَوْ أَمْسِكْ﴾ [ ص : ٣٩ ] وقوله :﴿وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ والمنان في صفة الله تعالى : المعطي ابتداء من غير أن يطلب منه عوضا وقوله :﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين﴾ أي أنعم عليهم وأحسن إليهم ببعثه هذا الرسول. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٦٤﴾
وقال ابن عاشور :
والمنّ هنا : إسداء المِنّة أي النِّعمة، وليس هو تعداد النعمة على المنعم عليه مثل الَّذي في قوله :﴿ لا تبطلوا صدقاتكم بالمَن والأذى ﴾ في سورة [ البقرة : ٢٦٤ ]، وإن كان ذكرُ هذا المنّ مَنّاً بالمعنى الآخر.