والكلّ محمود من الله تعالى لأنّ المنّ إنَّما كان مذموماً لما فيه من إبداء التطاول على المنعم عليه، وطوْل الله ليس بمجحود. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ٢٧٦﴾

فصل


قال الفخر :
إن بعثة الرسول إحسان إلى كل العالمين، وذلك لأن وجه الإحسان في بعثته كونه داعيا لهم إلى ما يخلصهم من عقاب الله ويوصلهم إلى ثواب الله، وهذا عام في حق العالمين، لأنه مبعوث إلى كل العالمين، كما قال تعالى :﴿وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ﴾ [ سبأ : ٢٨ ] إلا أنه لما لم ينتفع بهذا الإنعام إلا أهل الإسلام، فلهذا التأويل خص تعالى هذه المنة بالمؤمنين، ونظيره قوله تعالى :﴿هُدًى لّلْمُتَّقِينَ﴾ [ البقرة : ٢ ] مع أنه هدى للكل، كما قال :﴿هُدًى لّلنَّاسِ﴾ [ البقرة : ١٨٥ ] وقوله :﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يخشاها﴾ [ النازعات : ٤٥ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٦٤﴾
لطيفة
قال الآلوسى :
وفي قراءة رسول الله وفاطمة صلى الله تعالى عليه وعليها وسلم ﴿ مّنْ أَنفُسِهِمْ ﴾ بفتح الفاء أي من أشرفهم لأنه ﷺ من أشرف القبائل وبطونها وهو أمر معلوم غني عن البيان ينبغي اعتقاده لكل مؤمن.


الصفحة التالية
Icon