وعرف الجميع عن رسول الله ﷺ الأمانة منذ صغره، إذن فالمقدمات تجعل الناس لا تجهد نفسها في أن تتحرى عنه أصادق هو أم غير صادق ؟ إذن فهو مِنّة، ولذلك حينما بعث الله سيد الخلق إلى الخلق ؛ كان هناك أناس بمجرد أن قال لهم : إني رسول الله، آمنوا به، لم يقدم معجزة ولم يقولوا له : ماذا ستقول أو ماذا تعمل ؟ بمجرد أن قال : إنه رسول الله صدقوه، فعلى أي حيثية استندوا في التصديق ؟ لقد استندوا على الماضي. لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قول بُمتهم
هاهو ذا سيدنا أبو بكر رضي لله عنه يقول : إن كان قد قال فقد صدق - إذن فالمقدمات التي يعرفونها عنه كانت هي الحجة في تصديق الرسول، وخديجة - رضي الله عنها آمنت به، أقال لها المعجزات والقرآن ؟ لا. بل بمجرد أن قال لها : أنا رسول الله. قالت له : صدقت فلا بد أن تكون رسولا، هو نفسه كان يتشكك وهي مؤمنة به، هو نفسه يتساءل : لعل ذلك يكون كذا، وذهبت به خديجة - رضي الله عنها - إلى ورقة بن نوفل وأوضحت لرسول الله أنّ ما تقوله لا يمكن أن يوقعك في بلية أو خزي أو ذِلةً ؛ لأن صفاتك جاءت كمقدمات لهذه النتيجة، وهي أنك رسول كريم " إنك لتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الدهر، والله لا يخزيك الله أبداً "، إنسان بهذه الصفات لا يمكن أن يأتيه شيطان، وتعال نذهب معا لأهل الكتاب الذين لهم علم بهذه المسألة.
كأنها آمنت برسالة رسول الله قبل أن يقول لها ورقة بن نوفل شيئاً.