" اللهم ارحم بني سلمة! " وحدث ابن إسحاق والواقدي أن عبد الله بن سهل ورافع بن سهل رضي الله عنهما كان بهما جراح كثيرة، فلما بلغهما النداء قال أحدهما لصاحبه : والله إن تركنا غزوة مع رسول الله ﷺ لغَبنا والله ما عندنا دابة نركبها وما ندري كيف نصنع! قال عبد الله : انطلق بن، قال رافع : لا والله ما بي مشي! قال أخوه : انطلق بنا نتجارّ، فخرجا يزحفان فضعف رافع فكان عبد الله يحمله على ظهره عقبة ويمشي الآخر عقبة حتى أتوا رسول الله ﷺ عند العشاء وهو يوقدون النيران، فأتى بهما رسول الله ﷺ وعلى حرسه تلك الليلة عباد بن بشر فقال :" ما حبسكما ؟ فأخبراه بعلتهما، فدعا لهما بخير وقال : إن طالت بكم مدة كانت لكم مراكب من خيل وبغال وإبل، وليس ذلك بخير لكم " وأما غزوة بدر الموعد فروى الواقدي - ومن طريقه الحاكم في الإكليل - كما حكاه ابن سيد الناس قال : كان رسول الله ﷺ قد خرج في هذه الغزوة في ألف وخمسمائة من أصحابه رضي الله عنهم، وكان الخيل عشرة قال الواقدي : وأصحاب رسول الله ﷺ أكثر أهل الموسم : يا محمد! لقد أخبرنا أنه لم يبق منكم أحد، فما أعلمكم إلا أهل الموسم! فقال رسول الله ﷺ - " ليرفع ذلك إلى عدوه : ما أخرجنا إلا موعد أبي سفيان وقتال عدونا، وإن شئت مع ذلك نبذنا إليك وإلى قومك العهد ثم جالدناكم قبل أن نبرح من منزلنا هذا، فقال الضمري : بل نكف أيدينا عنكم ونتمسك بحلفك ". أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٨١ ـ ١٨٣﴾
وقال الفخر :