فرجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود وقعتنا بعدو الله فقال رسول الله ﷺ :"من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه" فوثب مُحَيَّصَةُ بن مسعود على سُنَيْنَة رجل من تجار اليهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حُوَيِّصَة بن مسعود إذْ ذَاك لم يُسْلم وكان أسنَّ من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول : أيْ عدو الله قتلته أما والله لرُبّ شحم في بطنك من ماله.
قال محيصة : والله لو أمرني بقتلك من أمرني بقتله لضربت عنقك، قال : لو أمركَ محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم قال والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب ؟ ! فأسلم حويصة وأنزل الله تعالى في شأن كعب :﴿ لَتُبْلَوُنّ ﴾. أ هـ ﴿تفسير البغوى حـ ٢ صـ ١٤٦ ـ ١٤٨﴾
فائدة
قال الآلوسى
﴿ فِى أموالكم ﴾ بالفرائض فيها والجوائح، واقتصر بعض على الثاني مدعياً أن الأول الممثل في كلامهم بالإنفاق المأمور به في سبيل الله تعالى، والزكاة لا يليق نظمه في سلك الابتلاء لما أنه من باب الإضعاف لا من قبيل الإتلاف، وفيه نظر تقدم في البقرة الإشارة إليه، وعن الحسن الاقتصار على الأول.
والأولى القول بالعموم ﴿ وَ ﴾ في ﴿ أَنفُسَكُمْ ﴾ بالقتل والجراح والأسر والأمراض وفقد الأقارب وسائر ما يرد عليها من أصناف المتاعب والمخاوف والشدائد، وقدم الأموال على الأنفس للترقي إلى الأشرف.
أو لأن الرزايا في الأموال أكثر من الرزايا في الأنفس. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١٤٧﴾
فصل
قال الفخر :
قوله تعالى ﴿وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً﴾