فصل


قال الفخر :
المراد منه أنواع الإيذاء الحاصلة من اليهود والنصارى والمشركين للمسلمين، وذلك لأنهم كانوا يقولون عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، وثالث ثلاثة، وكانوا يطعنون في الرسول عليه الصلاة والسلام بكل ما يقدرون عليه، ولقد هجاه كعب بن الأشرف، وكانوا يحرضون الناس على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما المشركون فهم كانوا يحرضون الناس على مخالفة الرسول ﷺ ويجمعون العساكر على محاربة الرسول ﷺ ويثبطون المسلمين عن نصرته، فيجب أن يكون الكلام محمولا على الكل إذ ليس حمله على البعض أولى من حمله على الثاني. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٠٤﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ ﴾ أي من قبل إيتائكم القرآن وهم اليهود والنصارى.
والتعبير عنهم بذلك إما للإشعار بمدار الشقاق والإيذان بأن ( بعض ) ما يسمعونه منهم مستند على زعمهم إلى الكتاب.
وإما للإشارة إلى عظم صدور ذلك المسموع منهم.
وشدة وقعه على الأسماع حيث إنه كلام صدر ممن لا يتوقع صدوره منه لوجود زاجر عنه معه وهو إيتاؤه الكتاب كما قيل : والتصريح بالقبلية إما لتأكيد الإشعار وتقوية المدار وإما للمبالغة في أمر الزاجر عن صدور ذلك المسموع من أولئك المسمعين ﴿ وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ ﴾ وهم كفار العرب ﴿ أَذًى كَثِيراً ﴾ كالطعن في الدين وتخطئة من آمن والافتراء على الله تعالى ورسوله ﷺ والتشبيب بنساء المؤمنين. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١٤٧﴾

فصل


قال القرطبى :
وكان ﷺ لما قدم المدينة كان بها اليهود والمشركون، فكان هو وأصحابه يسمعون أذًى كثيراً.


الصفحة التالية
Icon