وقال :﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ ﴾ [ الإنفطار : ١٠-١١ ] ولأن الله عز وجل أمر عباده بالذكر على كل حال ولم يستثن فقال :﴿ اذكروا الله ذِكْراً كَثِيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤١ ] وقال :﴿ فاذكروني أَذْكُرْكُمْ ﴾ [ البقرة : ١٥٢ ] وقال :﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾ [ الكهف : ٣٠ ] فعمّ.
فذاكر الله تعالى على كل حالاته مُثابٌ مَأجُور إن شاء الله تعالى.
وذكر أبو نعيم قال : حدّثنا أبو بكر بن مالك حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدّثني أبي قال حدّثنا وكِيع قال حدّثنا سفيان عن عطاء بن أبي مَرْوان عن أبيه عن كَعب الأحبار قال : قال موسى عليه السلام :"يا ربّ أقريبٌ أنت فأُناجِيك أم بعيد فأُنَادِيك قال : يا موسى أنا جليسُ مَن ذكرني قال : يا ربّ فإنا نكون من الحال على حال نُجِلّك ونُعظّمك أن نَذْكُرك قال : وما هي ؟ قال : الجنابة والغائط قال : يا موسى اذكرني على كل حال".
وكراهية من كَرِه ذلك إمّا لتنزيه ذِكر الله تعالى في المواضع المرغوب عن ذكره فيه ككراهية قراءة القرآن في الحمّام، وإما إبقاء على الكِرام الكاتبين على أن يحلّهم موضع الأقذار والأنجاس لكتابة ما يلفِظ به، والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ٣١٠ ـ ٣١١﴾


الصفحة التالية
Icon