ولما اقتضت هذه التأكيدات المبشرات إنجاز الأجر وإتمامه وإحسانه، وكان قد تقدم أنه تعالى يؤتي كل أحد من ذكر وأنثى أجره، ولا يضيع شيئاً، ويجازي المسيء والمحسن، وكانت العادة قاضية بأن كثرة الخلق سبب لطول زمن الحساب، وذلك سبب لطول الانتظار، وذلك سبب لتعطيل الإنسان عن مهماته ولضيق صدره بتفرق عزمه وشتاته كان ذلك محل عجب يورث توهم ما لا ينبغي، فأزال هذا التوهم بأن أمره تعالى على غير ذلك لأنه لا يشغله شأن عن شأن بقوله :﴿إن الله﴾ أي بما له من الجلال والعظمة والكمال ﴿سريع الحساب﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٢٠٢ ـ ٢٠٣﴾
فصل فى سبب نزول الآية
قال البغوى :
قال ابن عباس وجابر وأنس وقتادة : نزلت في النجاشي ملك الحبشة، واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله ﷺ في اليوم الذي مات فيه، فقال رسول الله ﷺ لأصحابه أخرجوا فصلوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم النجاشي، فخرج إلى البقيع وكشف له إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات، واستغفر له فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله تعالى هذه الآية. (١)
__
(١) قال ابن حجر : ذكره الثعلبي من قول ابن عباس وقتادة وذكره الواحدي بلا إسناد ورواه الطبري وابن عدي في ترجمة أبي بكر الهذلي واسمه سلمى وهو ضعيف عن قتادة عن سعيد ابن المسيب عن جابر دون قوله : ونظر إلى أرض الحبشة. وأخرجه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه. انظر الكافي الشاف ص (٣٧). وعن أنس أن النبي ﷺ صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا" رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد : ٣ / ٣٨ - ٣٩ ٩ / ٤١٩. تفسير ابن كثير : ١ / ٤٤٠. وصلاة النبي ﷺ على النجاشي ثابتة في الصحيحين. انظر البخاري : ٢ / ١١٦ ومسلم : ٢ / ٦٥٦ - ٦٥٧.
(١) قال ابن حجر : ذكره الثعلبي من قول ابن عباس وقتادة وذكره الواحدي بلا إسناد ورواه الطبري وابن عدي في ترجمة أبي بكر الهذلي واسمه سلمى وهو ضعيف عن قتادة عن سعيد ابن المسيب عن جابر دون قوله : ونظر إلى أرض الحبشة. وأخرجه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه. انظر الكافي الشاف ص (٣٧). وعن أنس أن النبي ﷺ صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا" رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد : ٣ / ٣٨ - ٣٩ ٩ / ٤١٩. تفسير ابن كثير : ١ / ٤٤٠. وصلاة النبي ﷺ على النجاشي ثابتة في الصحيحين. انظر البخاري : ٢ / ١١٦ ومسلم : ٢ / ٦٥٦ - ٦٥٧.