" فصل "
قال الخازن :
( القول في الاستعاذة )
ولفظها المختار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لموافقة قوله تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ومعنى أعوذ بالله ألتجئ إليه وامتنع به مما أخشاه من عاذ يعوذ والشيطان اسم لكل عارم عات من الجن والإنس وشيطان الجن مخلوق من قوة النار فلذلك فيه القوة الغضبية الرجيم فعيل بمعنى فاعل أي يرجم بالوسوسة والشر وقيل بمعنى مفعول أي مرجوم بالشهب عند استراق السمع وقيل مرجوم بالعذاب وقيل مرجوم بمعنى مطرود عن الرحمة وعن الخيرات وعن منازل الملأ الأعلى.
وأما حكم الاستعاذة ففيه مسائل ( المسألة الأولى ) اتفق الجمهور على أن الاستعاذة سنة في الصلاةفلو تركها لم تبطل صلاته سواء تركها عمدا أو سهوا ويستحب لقارئ خارج الصلاة أن يتعوذ أيضا.
وحكى عن عطاء وجوبها سواء كانت في الصلاة أو غيرها.
وقال ابن سيرين إذا تعوذ الرجل في عمره مرة واحدجتة كفى في إسقاط الوجوب دليل الوجوب ظاهر قوله تعالى فاستعذ والأمر للوجوب وأن النبي ( ﷺ ) واظب على التعوذ فيكون واجبا ودليل الجمهور أن النبي ( ﷺ ) لم يعلم الأعرابي الاستعاذة في جملة أعمال الصلاة وتأخير البيان عن وقته غير جائز وأجيب عن قوله تعالى فاستعذ بأن معناه عند جماهير العلماء إذا أردت القراءة فاستعذ كقوله ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا " معناه إذا أردتم القيام إلى الصلاة وأجيب عن موظبة النبي ( ﷺ ) بأنه ( ﷺ ) واظب على أشياء كثيرة من أفعال الصلاة ليست بواجبة كتكبيرات الانتقالات والتسبيحات في الصلاة فكان التعوذ
مثلها
( المسألة الثانية ) وقت الاستعاذة


الصفحة التالية
Icon