" فصل "
قال العلامة الدمياطى :

باب الاستعاذة


هي مستحبة عند الأكثر وقيل واجبة وبه قال الثوري وعطاء لظاهر الآية وقال بعضهم موضع الخلاف إنما هو في الصلاة خاصة أما في غيرها فسنة قطعا وعلى الأول هي سنة عين لا سنة كفاية فلو قرأ جماعة جملة شرع لكل واحد الاستعاذة
والذي اتفق عليه الجمهور قديما وحديثا أنها قبل القراءة وقيل بعدها ونقل عن حمزة وقيل قبلها بمقتضى الخبر وبعدها بمقتضى القرآن جمعا بين الأدلة ونقل الثاني عن مالك وغيره لم يصح وكذا الثالث والمختار لجميع القراء في كيفيتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء وحكى فيه الإجماع لكنه تعقب بما روى من الزيادة والنقص فلا حرج على القارى ء في الإتيان بشيء من صيغ الاستعاذة مما صح عند أئمة القراء
فمما ورد في الزيادة على اللفظ المتقدم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم نص عليه الداني في الجامع ورواه أصحاب السنن الأربعة عن أبي سعيد الخدري بإسناد جيد وروى ذلك عن الحسن مع زيادة إن الله هو السميع العليم مع الإدغام وعن الأعمش من رواية المطوعي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم وعن الشنبوذي كذلك لكن بالإدغام
ومما ورد في النقص عنه ما في حديث جبير بن مطعم المروي في أبي داود أعوذ بالله من الشيطان فقط


الصفحة التالية
Icon