٣٧ وقوله عز وجل (ثم يتوبون من قريب) روي عن الضحاك أنه قال كل ما كان دون الموت فهو قريب ٣٨ وقوله عز وجل (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الآن) روي عن عبد الله بن عمر أنه قال ما حضور الموت الا السوق يعني أنه إذا عاين تبين له الحق ولا تنفعه التوبة عند ذلك كما قال عز وجل عن فرعون (آمنت) ٣٩ وقوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها)
قال الزهري وأبو مجلز كان هذا في حي من الانصار كان الرجل إذا توفي وخلف امرأة ألقى عليها وليه رداء فلا تقدر أن تتزوج هذا معنى كلامهما وزاد غيرهما ويتزوجها بغير مهر وربما ضارها ولا تقدر أن تتزوج حتى تفتدي منه فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) الآية فيكون المعنى لا يحل لكم أن ترثوهن من أزواجهن فتكونوا أزواجا لهن ويجوز أن يكون المعنى لا تتزوجوهن لترثوهن قوله كرها فيكون الميراث وقع منهن بالكراهة منهن للعقد الموجب للميراث
ويقرأ (كرها) والفراء يذهب إلى أن معنى (كرها) أن تكره على الشئ والكره من قبله يذهب إلى أنه بمعنى المشقة قال الكسائي الكره والكره واحد وهو عند البصريين كما قال الكسائي وهما لغتان ٤٠ وقوله عز وجل (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) قال مجاهد هو مثل الذي في البقرة يذهب إلى أن معناه ولا تحبسوهن
ويروى أن الرجل كان يتزوج المرأة فلا تعجبه فيحبسها ويضارها حتى تفتدي منه ٤١ ثم قال عز وجل (الا أن يأتين بفاحشة مبينة) قال الحسن والشعبي يعني الزنا قال الشعبي فان فعلت ذلك صلح لخلع وكان له أن يطالبها به وقال مقسم هذا إذا عصتك وآذتك وقال عطاء الخراساني كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كلما ساقه إليها فنسخ ذلك


الصفحة التالية
Icon