في معنى هذا قولان أحدهما بنو آدم والقول الآخر انكم مؤمنون فأنتم اخوة وانما قيل لهم هذا فيما روي لانهم في الجاهلية كانوا يعيرون بالهجنة أو ويسمون ابن الامة هجينا فقال عز وجل (بعضكم من بعض) ٦٠ وقوله جل وعز (وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات) متزوجات (غير مسافحات) أي غير زانيات (ولا متخذات أخدان)
الخدن الصديق أي غير زانيات بواحد ولا مبذولات
٦١ ثم قال جل وعز (فإذا أحصن) قال الشعبي معناه فإذا أسلمن وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال الاحصان الاسلام ويقرأ فإذا أحصن قال ابن عباس تزوجن إذا كانت غير متزوجة وقال الزهري معناه فإذا تزوجن قال الزهري تحد الامة إذا زنت وهي متزوجة بالكتاب وتحد إذا زنت ولم تتزوج بالسنة
والاختيار عند أهل النظر فإذا أحصن بالضم لأنه قد تقدم ذكر اسلامهن في قوله عز وجل ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فدل ذلك على أن الاحصان الثاني غير الاسلام فالاختيار على هذا (أحصن) بالضم أي تزوجن وقيل (أحصن) تزوجن وذا أولى لأنه قال (من فتياتكم المؤمنات) فيبعد أن يقول فإذا أسلمن ٦٢ ثم قال جل وعز (فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب)
يعني نصف الحد ويعني بالمحصنات ههنا الابكار الحراير
لان الثيب عليها الرجم ولا يتبعض قيل وانما قيل للبكر محصنة وان لم تكن متزوجة لأن الاحصان يكون لها كما يقال أضحية قبل أن يضحى بها وكما يقال للبقرة مثيرة قبل أن تثير وقيل المحصنات المتزوجات لأن عليهن الضرب والرجم في الحديث والرجم لا يتبعض فصار عليهن نصف الضرب ٦٣ ثم قال جل وعز (ذلك لمن خشي العنت منكم) قال الشعبي الزنا والعنت في اللغة المشقة يقال أكمة عنوت إذا كانت شاقة


الصفحة التالية
Icon