٩٤ وقوله عز وجل (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) المختال في اللغة ذو الخيلاء فان قيل فكيف ذكر المختال ههنا وكيف يشبه هذا الكلام الاول فالجواب أن من الناس من تكبر على اقربائه إذا كانوا فقراء فأعلم الله عز وجل أنه لا يحب من كان كذا ٩٥ وقوله عز وجل (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا)
قال ابراهيم ومجاهد وقتادة نزل هذا في اليهود وهو قل حسن عند أهل اللغة لأن اليهود بخلوا أن يخبروا بصفة النبي ﷺ وهو عندهم في التوراة وكتموا ما آتاهم الله من فضله أي ما أعطاهم والدليل على هذا قوله (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) ٩٦ ثم قال عز وجل (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس)
قال ابراهيم يعني به اليهود أيضا
وقال غيره يعني به المنافقين ٩٧ ثم قال جل وعز (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) أي من يقبل ما سول له الشيطان فساء عملا عمله ٩٨ وقوله جل وعز (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) أي وزن ذرة يقال هذا مثقال هذا أي وزن هذا ومثقال مفعال من الثقل والذرة النملة الصغيرة
وروى عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ثم قال أبو سعيد ان شككتم فاقرؤوا (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) ٩٩ ثم قال جل وعز (وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) قال سعيد بن جبير يعني الجنة ومعنى يضاعفها يجعلها أضعافا وقرأ أبو رجاء العطاردي يضعفها
ومعنى من لدنه من قبله