١٠٠ وقوله جل وعز (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) في الكلام حذف لعلم السامع والمعنى فكيف تكون حالهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد وفي الكلام معنى التوبيخ قال عبد الله بن مسعود قال لي النبي ﷺ اقرأ علي فقلت آقرأ عليك وعليك أنزل فقال نعم فقرأت عليه من أول النساء حتى بلغت إلى قوله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فرأيت عينيه تذرفان
وقال شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ١٠١ وقوله جل وعز (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض) وقرأ مجاهد وأبو عمرو لو تسوى بهم الأرض فمن قرأ تسوى فمعناه على ما روي عن قتادة لو تخرقت بهم الأرض فساخوا فيها وقيل وهو أبين ان المعنى أنهم تمنوا أن يكونوا ترابا كالارض فيستوون هم وهي ويدل على هذا (يا ليتني كنت ترابا)
وكذلك تسوى لو سواهم الله عز وجل فصاروا ترابا مثلها
والقراءة الاولى موافقة لقولهم كنت ولم يقولوا كونت وروي عن الحسن في قوله تسوى بهم الأرض قال تنشق فتسوى عليهم يذهب إلى أن معنى (بهم) عليهم فتكون الباء بمعنى على كما تكون (في) بمعنى (على) في قوله عز وجل (ولأصلبنكم في جذوع النخل) ٢٠٢ ثم قال عز وجل (ولا يكتمون الله حديثا)
فيقال أليس قد قالوا (والله ربنا ما كنا مشركين) ففي هذا أجوبة منها أن يكون داخلا في التمني فيكون المعنى أنهم يتمنون ألا يكتموا الله حديثا فيكون مثل قولك ليتني ألقى فلانا وأكلمه وقال قتادة هي مواطن في القيامة يقع هذا في بعضها وقال بعض أهل اللغة هم لا يقدرون على أن يكتموا لأن الله عالم بما يسرون
وقيل قولهم (والله ربنا ما كنا مشركين) عندهم أنهم قد صدقوا في هذا فيكون على هذا (ولا يكتمون الله حديثا) مستأنفا