ومنه (واجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) فقلت لمالك ما الجبت فقال سمعت من يقول هو الشيطان ويدل على هذا ما حدثناه أحمد بن محمد الازدي قال حدثنا ابن أبي داود قال حدثنا الحماني قال حدثنا مروان بن معاوية وابن المبارك عن عوف عن حيان بن قطن عن قبيصة بن مخارق قال سمعت النبي رسول الله ﷺ يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت ١٢٣ ثم قال جل وعز (ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) قال قتادة هم اليهود وقال غيره يبين بهذا أنهم عاندوا لانهم قالوا لمن عبد
الاصنام ولم يقر بكتاب هؤلاء أهدى من المؤمنين الذين صدقوا بالكتب ١٢٤ وقوله جل وعز (أولئك الذين لعنهم الله) اللعنة الابعاد أي باعدهم من توفيقه ورحمته ١٢٥ وقوله جل وعز (أم لهم نصيب من الملك) قيل انهم كانوا أصحاب بساتين ومال وكانوا مع ذلك
بخلاء وقيل انهم لو ملكوا لبخلوا
١٢٦ وقوله جل وعز (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) قال الضحاك قالت اليهود يزعم محمد أنه قد أحل له من النساء ما شاء فأنزل الله عز وجل (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) فالمعنى بل يحسدون النبي ﷺ على ما أحل له من النساء قال السدي وقد كانت لداود ﷺ مائة امرأة ولسليمان أكثر من ذلك وقال قتادة أولئك اليهود حسدوا هذا الحي من العرب حين بعث فيهم نبي فيكون الفضل ههنا النبوة
وقد شرف بالنبي ﷺ العرب أي فكيف لا يحسدون ابراهيم ﷺ وغيره من الانبياء وقد أوتي سليمان الملك ١٢٧ ثم قال جل وعز (وآتيناهم ملكا عظيما) قال مجاهد يعني النبوة وقال همام بن الحارث أيدوا بالملائكة والجنود ١٢٨ ثم قال جل وعز (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه) قال مجاهد يعني القرآن وقيل بالنبي صلى الله عليه وسلم